وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية ، قال قاسمي: أن موقف إيران كان دوماً واضحاً بأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية، وفي النهاية يجب التوصل إلى حل سياسي، ولا يمكن للحرب أن تستمر إلى الأبد.
وأضاف: يجب وضع نهاية للحرب، ومن أجل ذلك نحتاج إلى وقف إطلاق النار ، معتبرا الهدنة أمر أساسي، جاد ومهم، ويواجه تحديات وتعقيدات كثيرة.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إلى التدخلات الخارجية والإقليمية في سوريا، مؤكداً أن وقف إطلاق النار أمر صعب المنال جداً، ولكن لابد منه من أجل إنقاذ سوريا وشعبها، وتخفيف آلامهم ومعاناتهم.
وأوضح أن: وقف إطلاق النار أمر صعب بسبب وجود مجموعات متعددة في دائرة الاشتباك، ولكن نأمل بالنظر إلى الجهود التي تبذل، والمشاورات التي تجريها الحكومة السورية بشكل مستقل، واجتماع موسكو الثلاثي الذي كان لنا مع روسيا وتركيا، أن نتمكن بدورنا من أن نساهم وبامكانياتنا في تثبيت وقف إطلاق النار.
وحول ادعاء بعض الأطراف من أن إيران لا تستخدم كافة إمكانياتها في سوريا، ولا تدعم وقف إطلاق النار كما يجب، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: إيران منذ البداية كان لها موقف ثابت حيال سوريا، وإذا ما ألقينا نظرة على مسار الأزمة لوجدنا أنه منذ اليوم الأول ودخول المجموعات الإرهابية إلى سوريا، كان موقف إيران هو الأكثر عقلانية وموضوعية وواقعية.
وأضاف: المجموعات الإرهابية، على شكل مجاميع وفرادى وفدت إلى سوريا من أكثر من 80 بلداً، وكلهم كان هدفهم إسقاط الحكومة الوطنية والشرعية والمنتخبة من قبل الشعب السوري.
وبين قاسمي أن إيران ومنذ البداية اتخذت موقفاً واضحاً، وأكدت أن القوة وإرسال العناصر الإرهابيين لا يمكنه أن يسقط حكومة شرعية منتخبة من قبل برلمان البلد، وأن أي تغيير في أي بلد وسوريا من ضمنهم هو شأن شعب ذلك البلد، الذي يجب أن يقرر من يحكمه.
واعتبر أن الأحاديث عن عدم دعم إيران لوقف إطلاق النار بأنها لا أساس لها، فإيران أول من دعمت وقف إطلاق النار على أساس احترام السيادة السورية، ومواجهة الإرهاب.
وأكد دعم إيران لمفاوضات آستانة بين الأطراف السورية، دون أي تدخل خارجي، مشيراً إلى أن: تفاصيل هذه المفاوضات ليست واضحة بعد، لكن الحديث هو عن بدء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والمجموعات التي تستطيع التفاوض مع الجانب السوري، حول مستقبلهم ومستقبل سوريا، وهو ما يمكن أن يكون خطوة إلى الأمام.
كما أكد قاسمي رفض إيران دخول المجموعات المصنفة من قبل الأمم المتحدة وإيران وروسيا ضمن قائمة الإرهاب إلى المفاوضات، مضيفاً: لأن موقفهم واضح، ولا يملكون غير ارتكاب الأعمال الإرهابية، وهم غير معنيين بمصير وحياة وأموال الناس، والبنية التحتية والاقتصادية في سوريا.
وأعرب قاسمي عن أمله في أن تشكل هذه المفاوضات نقطة بداية لمفاوضات بين الحكومة والأطراف السياسية وحتى مع بعض المجموعات المسلحة، التي يمكنها أن تستخدم لغة جديدة في ظل الأجواء التي تسود المرحلة.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها إيران وروسيا وتركيا من أجل صياغة بيان مشترك، والاتفاق على الاستمرار حتى التوصل إلى خارطة طريق، وأضاف: اعتقد في هذه المرحلة هذه الدول الثلاث يمكنها أن تبذل جهداً مشتركاً في الملف السوري، ولا اعتقد أنه يمكن توسيع هذا المحور، لأن ذلك يمكن أن يعقد الأمور ويعيق التقدم إلى الأمام.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية : لكننا في النهاية يمكن أن ننظر في التعاون مع أي منظمة أو بلد أو مجموعة تعمل بحسن نية، وبشكل صادق، على تثبيت وقف إطلاق النار، والمساعدة على إحلال السلام والأمن في سوريا. معتبراً أن الأمم المتحدة وإن كانت بطيئة لكنها تبذل مساعيها في هذا الإطار.
ونوه إلى أن: المبعوث الاممي دي ميستورا طرح مؤخراً قضية انعقاد مفاوضات جنيف، ولكن في هذه المرحلة أعتقد أن الدول الثلاث (إيران وروسيا وتركيا) لو تمكنت من التوصل إلى إجماع على التعاون في حل الأزمة السورية، فإن هذا افضل ما يمكن إنجازه في هذه المرحلة.
ولفت قاسمي إلى أن: من أهم الأمور الآن في سوريا هو إيصال المساعدات الإنسانية، وقد تم في هذا الإطار خلال الأشهر الماضية بذل جهود جادة وحثيثة مع روسيا وتركيا وبعض المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، حيث سعينا لإيجاد سبل لإيصال المساعدات إلى حلب وسائر المناطق السورية.
وأوضح: كما قام الهلال الأحمر الإيراني باتخاذ إجراءات أساسية، نظراً إلى مشاكل الفقر والجوع والمعاناة الكبيرة لأهالي سوريا في كثير من المناطق، ونحن سنواصل هذه الأعمال الإغاثية بحسب إمكانياتنا وطاقتنا، ولذلك فإن وقف إطلاق النار هو من الأمور الضرورية لتوفير الظروف اللأزمة لاستمرار الأعمال الإغاثية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الناس في سوريا.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي المجتمع الدولي إلى الاهتمام وبجدية أكثر بالجانب الإنساني وإيصال المساعدات، وإنهاء معاناة الشعب السوري التي وصفها بأنها فاجعة القرن، وهي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي رغم كل تشدقاته وادعاءاته.
وحول معركة تحرير الموصل في العراق قال قاسمي: إن المنطقة تمثل قسماً رئيسياً في العالم الاسلامي، وهي اليوم متورطة في أزمات، جراء الأخطاء الكبيرة والفادحة التي ارتكبتها ومازالت القوى الكبرى على مدى العقود الأخيرة، والتي بدأت باحتلال افغانستان، والحرب على إيران وكثير من الأمور الأخرى، والتي انتهت إلى الأزمة السورية والأوضاع الجارية سواء في العراق أو اليمن وكثير من المناطق الأخرى.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية نحن نعتز بوجود حكومة شرعية في بغداد، وفي ظل دستور، تخوض تجربة ديمقراطية جديدة، ويجب علينا جميعا أن نساعد هذه التجربة، التي جاءت بعد فترة طويلة من الاستبداد والكبت والظلم في العراق، لكي يقوى عودها، لكن أعداء العالم الإسلامي وشعوب هذه المنطقة لا يريدون الأمن والاستقرار لها، ويواصلون مساعيهم لعرقلة ذلك، وقد أحدثوا مشاكل كثيرة لهذا البلد خلال السنوات الأخيرة سواء من الخارج أو الداخل، مثل دعم المجموعات الإرهابية أو الأشكال الأخرى من الإرهاب، حتى استطاعوا السيطرة على بعض المناطق في العراق ومن ثم سوريا، الأمر الذي راح ضحيته الناس الأبرياء من أجل بلوغ أهدافهم وتحقيق مكاسبهم الخبيثة.
وأشار إلى المسار الذي بدأ في العراق، والجهود التي تبذل لطرد الإرهابيين من الموصل وباقي مناطق العراق، وقال: نحن نأمل أن تتمكن الحكومة العراقية من نيل أهدافها بدعم من أصدقاءها، وأن نشهد نظاماً قوياً وسيادة موحدة على أرض العراق، وهذا ما يهمنا لثبات وأمن حدودنا الطويلة مع هذا البلد، المسلم والجار والمهم في المنطقة./انتهى/
تعليقك